Skip to main content

الخلاص

الإنجيل هو الخبر السار الذي يقدمه الله

 يقدِّمُ الإنجيلُ للجنس البشري إعلاناً مكتوباً واضحاً من الله عن كيف "نخلص" من جهنم ونتمتع بالحياة الأبدية مع الله عز وجل. إن كلمة "إنجيل" لا تشير إلى كتاب أنـزله الله على يسوع؛ ولكنها تشير إلى الأخبار السارة عن محبة الله لجميع الناس، والتي انسكبت علينا من خلال يسوع المسيح.

الإعلان الحي الآتي من الله:

نعلم من خلال قراءتنا لبشارة الإنجيل أن يسوع المسيح هو شخص حي وهو إعلان الله الكامل للجنس البشري (عبرانيين 1: 1-4). ونقرأ في الإنجيل أن "يسوع كان يطوف الجليل يعلّم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب" (متى 4: 23). وفيما بعد كلَّفَ يسوعُ رسلَه المؤيدين بالروح القدس بالإرسالية العظمى، وهي توصيل الأخبار السارة للأمم الأخرى وإلى أقصى أطراف الأرض (أعمال 1: 8 ومتى 28: 18-20).

الوحي الإلهي يأتي عن طريق الروح القدس:

هناك "إنجيل" واحد ومسيح واحد. وقد ألهم الله رسل المسيح، عن طريق هداية الروح القدس وإرشاده، لكي يكتبوا لنا عن شخص يسوع المسيح الفريد وعن حياته وتعاليمه السامية. فالكتاب المقدس يعلن أن "كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر لكي يكون إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح" (2تيموثاوس 3: 16-17). ومعنى هذه الآية أن الله "نفخ" بكلماته وأفكاره من خلال رسله المختارين. فالله هو الكاتب والمؤلف لرسالة الإنجيل بكل ما فيها من عقائد وتعاليم. "وعندنا الكلمة النبوية وهي أثبت التي تفعلون حسنا إن انتبهتم إليها كما إلى سراج منير في موضع مظلم إلى أن ينفجر النهار ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم. عالمين هذا أولاً أن كل نبوة ليست من تفسير خاص. لأنه لم تأتِ نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بطرس 1: 19-21).

يشرح لنا المفسر المسيحي دافيد شنك David W. Shenk معنى "الوحي الإلهي" فيقول:

"إن الوحي الإلهي لا يعني الإملاء الإلهي. ولا يعتقد المسيحيون أن الأنبياء الذين نطقوا بكلمات الله أو كتبوها كانوا في حالة غيبوبة. فلم تكن عقولهم غائبة عن الوعي بينما كانت كلمات الوحي تتدفق من خلالهم. ففي جميع نبوات الكتاب المقدس نجد التباين الواضح بين مختلف الأنبياء من حيث الشخصية؛ فالوحي الإلهي لا يلغي الجانب البشري المتمثل في شخصية النبي المستخدم أثناء عملية الوحي. فهناك بصمات واضحة لكل نبي من الأنبياء بشخصيته الإنسانية المتميزة وطابعه البشري الواضح في ثنايا نبوات الكتاب المقدس. فالكتاب المقدس هو وحي إلهي رائع في قالب لغوي وبشري وطابع فكري إنساني؛ فهو ملحمة درامية فريدة يعلن فيها الله عن ذاته لأشخاص الأنبياء الموحى لهم، معبراً عن ذاته في أسلوب بشري وبلغة إنسانية".*

أربعة جوانب لبشارة الإنجيل ولكنها لجوهر واحد موحى به من الله:

فالكتب الأربعة التي كتبها تلاميذ المسيح، متى ومرقس ولوقا ويوحنا، هي شهادة حقيقة عن حياة السيد المسيح وتعاليمه. فقد أكّد يسوع المسيح أن الروح القدس سيقودهم في كتابة سطور الوحي المبارك. "وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلّمكم كل شيء ويذكّركم بكل ما قلته لكم" (يوحنا 14: 21). أنظر أيضاً يوحنا 16: 13؛ لوقا 1: 1-4؛ 2بطرس 1: 16-21.

عزيزي القارئ، عندما تدرس "بشارة يوحنا" فإنك تدرس الخبر السار لملكوت الله كما علّمه يسوع بحسب صحة رواية البشير يوحنا. فقد كان يوحنا رفيقاَ حميماَ ليسوع المسيح.

فكلٌّ من الكُتّاب الأربعة يقدم جانباً مختلفاً من شخصية يسوع المسيح. فمتى يقدِّمُ يسوعَ بوصفه "الملك". ومرقس يقدم يسوع "الخادم"؛ ولوقا يقدم يسوع "الإنسان الكامل". أما يوحنا فيقدم يسوع بوصفه "ابن الله"، وهو شاهد عيان لموت يسوع وقيامته.

لاحظ أن الرسول يوحنا يؤكد لنا أن الرسل قد تمشوا مع يسوع وتحدثوا معه شخصياً:

"الذي كان من البدء الذي سمعناه ورأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة. فإن الحياة قد أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا. الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به..." (1يوحنا 1: 1-3).

فجميع التلاميذ كتبوا رسالة واحدة، ألا وهي "الخبر السار" أي بشارة الإنجيل التي قدمها يسوع للعالم أجمع. لقد تنبأ يسوع 17 مرة عن انتشار الإنجيل (متى 24: 14؛ 26: 13؛ لوقا 21: 33 وأعمال 1: 8).

وبالإضافة للبشائر الأربعة التي تصف الإنجيل من جوانب مختلفة، نجد أن العهد الجديد يحتوي أيضاً على تعاليم إلهية موحى بها، كتبها الرسل تلاميذ المسيح لمجموعات مختلفة من المسيحيين ولكل المؤمنين (مثل 1كورنثوس 2: 14). وحتى القرآن يقر ويعترف أن الله قد أوحى لرسل كثيرين: "وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ" (سورة الأنبياء 7).

فعلى سبيل المثال يخبرنا بطرس الرسول أن الرسل كانوا شهود عيان لحياة المسيح. فقد أعلن بطرس: "لأننا لم نتبع خرافات مصنّعة إذ عرّفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه بل قد كنا معاينين عظمته" (2بطرس 1: 16).

ولقد حث الرسل، مراراً وتكراراً، الشعبَ آنذاك على التحقق من حياة وموت وقيامة السيد المسيح وتعاليمه عن طريق سؤال مئات من الشهود العيان الذين عاصروا كل هذه الأحداث. (أنظر أعمال 2: 22-24؛ 5: 30-32؛ 26: 25-26؛ لوقا 1: 2).

ولعلك تعجبتَ، عزيزي القارئ، من وجود العديد من الترجمات (الطبعات) للكتاب المقدس. فالمسلم لا يعتد بأي ترجمة للقرآن ويقدس النص العربي فقط، ولا يعامل أي ترجمة بوصفها كلمة الله. أما المسيحيون فيعتبرون صحة الترجمات المختلفة للكتاب المقدس طالما تقدم بأمانة التعاليم والمعاني المتضمنة في اللغات الأصلية.

صديقي المسلم، إن أهم برهان على أن الإنجيل هو كلمة الله الموحى بها تجده عندما تقرأ مصلياً. فسيتكلم الله حقاً إليك من خلال صفحات كلمته المقدسة- وسيغير حياتك!

صحة الكتاب المقدس:

في الصفحات القليلة القادمة نجد بعض البراهين عن صحة الكتاب المقدس. لاحظ أن هناك مئات الكتب التي تتحدث عن صحة الكتاب المقدس. ومن أهم هذه الكتب كتاب بعنوان "برهان يتطلب قراراً" للكاتب الشهير جوش مكدويل Josh McDowel.*

وكثيرا ما يتساءل الناس "كيف نعرف على وجه (اليقين) أن هذه الكلمات مصدرها الله عز وجل؟" إن الكتاب المقدس يأمر ويحذر كل من يقرأه أن "امتحنوا كل شيء. تمسكوا بالحسن" (1تسالونيكي 5: 21).

وبصرف النظر عن آراء الأصدقاء والأقرباء والمجتمع، فإن مصيرنا الأبدي معلق في كفة ميزان. لذلك يجب أن نصلي جيدا قبل أن "نختار" أياً من الكتب المقدسة سنتبع. لقد أعطانا الله عقولاً لكي نمتحن كلمات كل نبوة، أهي من الله أم من الناس. وعندما نستسلم لضغوط الناس والمجتمع ونتوقف عن التفكير، نضل عن الطريق الصواب، ونهين الله الذي خلقنا ووهبنا ملكة التفكير. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: "ما نوع الاختبار الذي يمكن من خلاله أن نعرف ما هو موحى من الله فعلا؟"

هناك ثلاثة معايير لمعرفة هل المكتوب من الله أم لا؟

1- هل الكتاب به نبوات تحققت أم لا؟

هذا هو أهم معيار. ففي الكتاب المقدس، أعلن لنا الله أن أهم امتحان لصدق أي نبوة هي أن تتحقق فعلا بدرجة 100% من الدقة. فالأنبياء الذين لا تتوافر لهم 100% من الدقة في النبوات التي قالوا بها يعتبرون أنبياء كذبة، ولابد من رجمهم بالحجارة حتى الموت، كما ورد في سفر التثنية 18: 20. ولا بد أن يسأل سائل، لماذا يرد هذا الاختبار في الكتاب المقدس دون غيره من الكتب الدينية؟ ولماذا يحتوي الكتاب المقدس على عدد هائل من النبوات التاريخية التي يمكن التحقق منها، بينما لا تشتمل الكتب الأخرى على أية نبوات تاريخية؟ الإجابة واضحة ولا تحتاج إلى برهان، فالكتاب المقدس هو الكتاب الوحيد الصادر عن الله كلي المعرفة، وهو وحده القادر على إعلان الحق الكامل الشامل.

2- هل الكتاب موثوق به؟

إن أحد الأدلة على صدق مخطوطات الكتاب المقدس هو أن عدد هذه المخطوطات (الوثائق القديمة) يفوق بكثير عدد المخطوطات الخاصة بأي كتابات قديمة. وقد كتب جايسلر Geisler ونكس Nix "إن سائر الكتب الدينية والتاريخية تتضاءل بالمقارنة مع إجمالي عدد مخطوطات العهد الجديد".* يمكن للقارئ أن يجد نص المقارنات بالكامل في اثنين من روائع الكتب الكلاسيكية، الأول بعنوان "من الله إلينا، كيف وصل إلينا كتابنا المقدس؟" How We Got Our Bile From God to Us? للكاتبين نورمان جايسلر Norman Geisler ووليم نكس William Nix، والكتاب الثاني بعنوان "مخطوطات العهد الجديد هل يمكن الاعتماد عليها؟" The New Testament Documents: Are They Reliable? للكاتب ف.ف.بروس F.F.Bruce* فعندما تقرأ هذين الكتابين ستقتنع تماما بمصداقية الكتاب المقدس.

3- هل الكتاب خال من التناقض؟

يتكون الكتاب المقدس من 66 سفراً، وهو متسق في جملته، رغم أن أربعين كاتباً من مختلف المستويات التعليمية والثقافية قد سطروا كلمات هذا الوحي المبارك. وقد عاشوا في ثلاثة قارات مختلفة (أفريقيا وآسيا وأوربا) وكتبوا بثلاث لغات مختلفة. وقد كُتب الكتاب المقدس على مدى فترة زمنية تربو على 1500 عاماً، ويغطي الكثير من الموضوعات المختلف عليها بين الناس. ومن الطبيعي أن يتوقع المرء أن يتضمن كتابٌ مثل هذا الكثيرَ من التناقضات والتضاربات في رسالته ورموزه ومحتواه. فمن ذا الذي بإمكانه أن يجمع 40 كاتباً من مختلف العصور (أو حتى من نفس العصر!) في غرفة واحدة للاتفاق 100% على موضوع مختلف عليه؟ وعلى الرغم من ذلك، نجد الكتاب المقدس متسقاً تمام الاتساق من نقطة إلى أخرى في قرائن نصوصه من البداية إلى النهاية. وهذه الوحدة المتناغمة هي معجزة في حد ذاتها.

البرهان النبوي

يعلن الله في الكتاب المقدس، في سفر أشعياء النبي 46: 9-11 أنه سبحانه وتعالى خارج إطار الزمن: "أنا الله وليس آخر. الإله وليس مثلي. مخبر منذ البدء بالأخير ومنذ القديم بما لم يفعل قائلاً رأيي يقوم وأفعل كل مسرتي...قد تكلمت فأجريه. قضيت فأفعله".

وعند امتحان أي نص مقدس يجب أن نتساءل أولاً: "ما هو البرهان على قدسية هذا النص؟" هل الكلمات هي البرهان؟ بالطبع لا، فأي نص يمكن أن يشار إليه بوصفه الحق. هل المعتقدات هي البرهان؟ يمكن التأثير على معتقدات البشر وحقن عقولهم بأي نوع من العقائد بالترغيب والترهيب. إلا أنه إذا كانت هناك نبوة تتحدث عن شيء سيحدث في المستقبل بكل دقة ووضوح، فعندما يتم هذا الحدث تاريخياً بحذافيره، فإن ذلك يكون دليلاً واضحاً أن هذه النبوة من الله. فكر في هذا الأمر، فلو أن هناك وسيلة قاطعة للتنبؤ الدقيق بالمستقبل دون الاعتماد على الله، لما كانت هناك أندية للقمار أو ألعاب اللوترية (اليانصيب) وغيرها. فالله وحده له القدرة على معرفة المستقبل تماما.

لذلك عند تحليل أي كتاب منسوب إلى الله بوصفه "موحى به من الله" يجب أن يكون السؤال الأول هو: "ما هو البرهان على أن هذا الكلام هو من وحي إلهي أو نبوة؟" يجب أن ننظر أولاً إلى نبوات الكتاب المقدس التي تحققت بحذافيرها تاريخياً. فالكتاب المقدس يحوي مئات النبوات التي كُتبت قبل وقت تحقيقها بزمن طويل، فالله هو الوحيد القادر على كتابة التاريخ مقدماً!

نبوات الكتاب المقدس

النبوات التاريخية:

الكتاب المقدس هو الكتاب الوحيد الذي يتنبأ ببالغ الدقة عن أحداث تاريخية محددة قبل وقت وقوعها بمئات السنين. وهذه النبوات تؤيدها براهين علمية مستمدة من الحفريات، فمثلاً:

لقد تنبأ أشعياء النبي (في سفر أشعياء 44: 28) بولادة ملك اسمه "كورش" قبل مولده بـ 150 عاماً. هذا الملك سيقوم بتحرير اليهود من الأسر البابلي، ويسمح لهم بالعودة إلى وطنهم، واسترداد كيانهم القومي، وإعادة بناء الهيكل. لقد تنبأ أشعياء بهذه النبوة عندما كانت الأمة اليهودية قوية، وكانت بابل مجرد إقليم صغير في الإمبراطورية الآشورية. لقد تحقق كل ما قاله إشعياء عن كورش. فكورش، ذلك الملك الوثني، قد أعطى اليهود المسبيين أموالاً لبناء مدينتهم وهيكلهم، الأمر الذي لم يحدث من قبل، ولم يتكرر حتى الآن. لقد حددت النبوة الملك بالاسم، ووصفت بدقة الفرمان الذي أصدره وسائر القرارات التي أمر بها قبل أن يأتي هذا الملك إلى عالمنا وقبل أن توجد مملكته!

النبوات الخاصة بالمسيح:

يوجد في العهد القديم 332 نبوة محددة عن ميلاد يسوع وحياته وخدمته ومحاكمته وصلبه وموته وقيامته. لقد تمت كل نبوة من هذه النبوات بنسبة 100% في حياة يسوع المسيح. فمثلاً نجد نبوة تصف المكان المحدد لولادة المسيح في مدينة بيت لحم (ميخا 5: 2). أيها القارئ العزيز، كم هي النسبة المتوقعة حسب نظرية الاحتمالات أن تتحقق 8 نبوات فقط من الـ 332 في شخص واحد؟ "إن نسبة تحقق 8 نبوات في شخص واحد في التاريخ حتى وقتنا هذا هي واحد في (10)17 أي 10 وأمامها 17 صفرا".* أنظر المزيد من الشرح في الفصل الحادي عشر.

النبوات العلمية:

وهناك أيضاً النبوات التي تتناول الحقائق العلمية المذكورة في الكتاب المقدس. لقد أعطى الوحي الحكمة والمعرفة للأنبياء الذين كتبوا الكتاب المقدس قبل اكتشافات العلم الحديث لهذه الحقائق بحوالي 2000 عام أو أكثر. فهناك مثلاً من علم الفلك:

لقد سطرت كلمات الوحي بالكتاب المقدس منذ 3000 عام أن الشمس لها مدار خلال الكون. فهي (أي الشمس) تشرق في أحد أطرف السماء ثم تدور في مدارها لطرف آخر، ولا يوجد من يهرب من حرارتها. "من أقصى السموات خروجها ومدارها إلى أقاصيها ولا شيء يختفي من حرها" (مزمور 19: 6). ونحن نعلم اليوم علم اليقين هذه الحقيقة العلمية التي لا يرقى إليها شك.

كما يعلن الكتاب المقدس أن الأرض كروية "الجالس على كرة الأرض وسكانها كالجندب الذي ينشر السموات كسرادق ويبسطها كخيمة للسكن" (أشعياء 40: 22).

ويخبرنا أيضاً أن الأرض "معلقة" على لا شيء تسبح في الفضاء كما في سفر أيوب 26: 7 "ويعلق الأرض على لا شيء."

يتحدث د. هنري موريس Dr. Henry Morris في كتابه "العلم والكتاب المقدس" Science and the Bible عن الكثير من النبوات التي تتعلق بحقائق علمية في الكتاب المقدس. ويمكنك أن ترجع إلى هذا المرجع الثمين للحصول على مزيد من المعلومات في هذا البحث.*

وقد ادعى الكثير من القادة الدينيين أن أقوالهم وكتاباتهم هي وحي من عند الله. لكن لم ينجح أي منهم في اختبار دقة تحقيق النبوة. الكتاب المقدس هو فقط الذي نجح في هذا الاختبار، فنبواته التفصيلية التي تحققت بالكامل في التاريخ تؤكد لنا صحته دون أدنى شك. ومن المراجع الهامة التي تراجع هذا الموضوع كتاب "كل نبوة في الكتاب المقدس" Every Prophecy of the Bible للكاتب (جون ف. والفورد John F. Walvoord.*

المصداقية

شهادة الوثائق القديمة/المخطوطات:

يوجد لدى المسيحيين اليوم الكثير من المخطوطات القديمة للكتاب المقدس، يرجع تاريخها إلى عصور سابقة لمحمد وتأسيسه للدين الإسلامي. لقد كُتبت هذه المخطوطات قبل القرآن بقرون عديدة. ومن المدهش حقا أن الكتاب المقدس الذي بأيدينا لا يختلف عن هذه المخطوطات:

1- المخطوطات الفاتيكانية Codex Vaticanus (يرجع تاريخها إلى 325-350 ميلادية)

تضم هذه المخطوطات كل أسفار الكتاب المقدس حتى الرسالة إلى العبرانيين (عبرانيين 9: 14)* والجزء الباقي من العهد الجديد ملحق بهذه المخطوطة أيضاً.* وتوجد المخطوطة الفاتيكانية اليوم في الفاتيكان.

2- المخطوطة الإسكندرية Codex Alexandrinus (يرجع تاريخها إلى 400 ميلادية)

تحتوي هذه المخطوطة على كل الكتاب المقدس تقريبا وهي محفوظة في المتحف البريطاني.*

3- المخطوطة السينائية Codex Sinaiticus (يرجع تاريخها إلى 350 ميلادية)

وتشتمل العهد الجديد بالكامل مع أجزاء من العهد القديم وهي أيضاً موجودة في المتحف البريطاني.*

وبما أن هذه المخطوطات كانت موجودة قبل زمن محمد بـ 200 عام على الأقل، فهذا يعني أن الكتاب المقدس الذي كان بأيدي المسيحيين الذين عاصروا محمد هو نفس الكتاب المقدس، بعهديه القديم والجديد، الذي بأيدينا الآن.

العهد القديم (التوراة)

مخطوطات البحر الميت The Dead Sea Scrolls

في عام 1947 تم اكتشاف مخطوطات العهد القديم كله، فيما عدا سفر أستير، في سلسلة كهوف تمتد بطول الجزء الشمالي الغربي للبحر الميت. وقد قامت طائفة من اليهود الأسينيين Essenes بوضع تلك الرقائق الجلدية في هذه الكهوف في سنة 70 ميلادية. وقد أخفوها في جرار من الفخار مخبأة في الكهوف القريبة من الأطلال التي تعرف اليوم بخربة قمران Khirbet Qumran.

وبعد الفحص العلمي الدقيق، تبين أن هذه المخطوطات الملفوفة بشكل أدراج، قد تم إخفاؤها في الكهوف سنة 70 ميلادية، لكنها قد كُتبت قبل وضعها في الكهوف بـ 200 عام تقريبا، أي يرجع تاريخها إلى سنة 130 قبل الميلاد. وقد ظلت هذه المخطوطات في مكان أمين بعيدة عن أعين البشر لمدة تربو على ألفي عام. وعندما اكتشفت في سنة 1947 ميلادية، تمت مقارنتها، حرف بحرف، مع أسفار التوراة العبرية فوجدت مطابقة.* وهذا يثبت أن العهد القديم قد تناقلته الأجيال دون أي تغيير. كما يثبت أن النبوات المكتوبة عن يسوع المسيح قد سطرت قبل مجيئه بوقت طويل.*

الترجمة السبعينية The Septuagint

إن كلمة "سبتواجنت" Septuagint والتي تعني 70 قد أُطلقت على الترجمة اليونانية للتوراة العبرية (العهد القديم).* فقد تم نقل التوراة العبرية إلى اللغة اليونانية حوالي سنة 270 قبل الميلاد ويشهد التاريخ العبري والعلماني على تلك الحادثة. وبمقارنة نصوص هذه التراجم القديمة Targums يتضح التطابق التام والدقة البالغة للعهد القديم الذي بأيدينا مقروناً بالمخطوطات القديمة. والجدير بالذكر أن جميع النبوات عن مجيء المسيح (المسيا المنتظر) قد تُرجمت من اللغة العبرية إلى اليونانية قبل أن يولد المسيح بحوالي 300 عام!

العهد الجديد

نسخ عديدة للمخطوطات:

يوجد لدينا ما يقارب من 24000 مخطوطة بأجزاء من العهد الجديد. لقد عاشت تلك المخطوطات التي تحتوي العهد الجديد (الإنجيل) من القرن الميلادي الأول، ووصلت إلى أيدينا اليوم. وهي تشكل في مجموعها كل محتوى العهد الجديد الذي معنا اليوم. وبعكس المعتقد الشائع بين المسلمين، فلا يوجد أي برهان للمزاعم القائلة بـأن تعاليم السيد المسيح وحياته تختلف عما هو مسجل في كتابنا المقدس. ولا يوجد برهان واحد على هذه الادعاءات. ولا يوجد أيضاً أي دليل على الادعاء القائل بأن الإنجيل الذي كان في حوزة المسيحيين أثناء حياة محمد يختلف عن الإنجيل الذي في حوزة المسيحيين الآن.

وبالإضافة إلى العديد من المخطوطات الموجودة (نسخ من مخطوطات القرن الأول الميلادي)، تتضح أصالة نصوص العهد الجديد بتطبيق المبادئ الأساسية الثلاثة لعلم الوثاق القديمة أو علم التاريخ Historiography. (ارجع إلى المناظرة التي تدور حول الاختبار الخاص بالوثائق القديمة، واختبار البراهين الداخلية للنص، واختبار البراهين الخارجية للنص في كتاب "برهان يتطلب قرار" The New Evidence That Demands a Verdict المذكور سابقاً).

  • عدد الزيارات: 3278