Skip to main content

الخلاص

كيف نحصل على الغفران إذاً؟

هذا سؤال تردّد على لسان كلّ خاطئ استيقظ ضميره من سبات نوم الموت في كلّ جيل وعصر. والجواب عليه: بالفداء. نقرأ في رسالة كولوسي هذه التسبيحة الرائعة "شَاكِرِينَ الْآبَ الَّذِي أَهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا" (كولوسي 1:12-14).

هذه الحقيقة كُشفت لرجال الله فكتبوا لنا شهاداتهم بما أُعلن لهم. منهم إشعياء النبيّ الذي نقل لنا إعلان الله القائل "مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ، وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ، وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا. لِذَلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الْأَعِّزَاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ، وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ" (إشعياء 53:11 ، 12). ومنهم يوحنّا المعمدان الذي كشف الله عن بصيرته، فعرف أنّ يسوع هو المسيح فادي الخطاة فقال "هُوَذَا حَمَلُ اللّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ" (الإنجيل بحسب يوحنّا 1:29).

إنّ معلنات الله في الإنجيل المقدّس تؤكّد لنا أنّ غفران الخطايا هو نتيجة الفداء الأولى، وقد أشار المسيح إلى ذلك حين رسم العشاء الربّانيّ إذ قال "هَذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا" (الإنجيل بحسب متّى 26:28).

وننال الغفران بالنعمة، والمسيح هو وسيط النعمة لأنّ فيه اختارنا الآب للحياة الأبديّة، وفي المسيح تبنّانا، وفيه باركنا بكلّ بركة روحيّة في السماويّات.

بالفداء العظيم صار المسيح وسيط صلحنا مع الله. وثمرة الفداء هي غفران الخطايا، وكمّيّة الغفران ليست محدودة لأنّ الله غنيّ في الرحمة من أجل محبّته الكثيرة. أمّا نتائج الغفران فهي:

ارتداد غضب الله عن الخاطئ، وتدفّق الرضوان الإلهيّ عليه، بحسب غنى نعمته التي أنعم بها علينا بالمحبوب.

كسر شوكة الآلام المبرحة التي ينشئها نخس الضمير المحتجّ في قلب الإنسان.

ورفع العقاب الذي يستحقّه الإنسان بسبب خطاياه وشفاء ضميره من أعمال ميّتة ليخدم الله الحيّ. 

لمزيد من الفائدة والإضطلاع على موضوعات مشابهة، الرجاء زيارة موقع النور.
  • عدد الزيارات: 2053