Skip to main content

الكتاب المقدس

الأَصْحَاحُ الثَّالِثُ

1كانَ إنسانٌ من الفريسيينَ اسمُهُ نيقوديموسُ رئيسٌ لليهودِ. 2هذَا جاءَ إلى يسوعَ ليلاً وقالَ لهُ يا معلِّمُ نَعْلَمُ أنكَ قد أتيتَ من اللهِ معلّماً لأنْ ليسَ أحدٌ يقدرُ أن يعملَ هذهِ الآياتِ التي أنتَ تعملُ إن لم يكنِ اللهُ معهُ. 3أجابَ يسوعُ وقالَ لهُ الحقَّ الحقَّ أقولُ لكَ إن كانَ أحدٌ لا يولدُ من فوقُ لا يقدرُ أن يرى ملكوتَ اللهِ. 4قالَ لهُ نيقوديموسُ كيفَ يمكنُ الإنسانَ أن يولدَ وهو شيخٌ. ألعَلَّهُ يقدرُ أن يدخلَ بطنَ أمهِ ثانيةً ويولدُ. 5أجابَ يسوعُ الحقَّ الحقَّ أقولُ لكَ إن كانَ أحدٌ لا يولدُ من الماءِ والروحِ لا يقدرُ أن يدخلَ ملكوتَ اللهِ. 6المولودُ من الجسدِ جسدٌ هو والمولودُ من الروحِ هو روحٌ. 7لا تتعجبْ أني قلتُ لكَ ينبغي أن تولدُوا من فوقُ. 8الريحُ تهبُّ حيثُ تشاءُ وتسمعُ صوتَهَا لكنَّكَ لا تعلمُ من أينَ تأتي ولا إلى أينَ تذهبُ. هكذا كلُّ من وُلدَ من الروحِ.

9أجابَ نيقوديموسُ وقالَ لهُ كيفَ يمكنُ أن يكونَ هذَا. 10أجابَ يسوعُ وقالَ لهُ أنتَ معلّمُ إسرائيلَ ولستَ تعلمُ هذَا. 11الحقَّ الحقَّ أقولُ لكَ إننا إنما نتكلمُ بما نَعْلمُ ونشهدُ بما رأيْنَا ولستُمْ تقبلونَ شهادتَنَا. 12إن كنتُ قلتُ لكم الأرضياتِ ولستُمْ تؤمنونَ فكيفَ تؤمنونَ إن قلتُ لكم السماوياتِ. 13وليسَ أحدٌ صعدَ إلى السماءِ إلاّ الذي نـزلَ من السماءِ ابنُ الإنسانِ الذي هو في السماءِ.

---------------------------------

(13:3) يعلم القرآن قائلا: "وهو الله في السموات وفي الأرض" (الإنعام 3). ولا يستطيع إنسان أن يكون في السموات والأرض في نفس الوقت إذ هذا حق الله وحده. وقد جاء المسيح يصنع المعجزات والخوارق ليبرهن لاهوته ويسند قوله انه في كل مكان... في السموات والأرض معا.

---------------------------------

(13:3) يخبرنا الإنجيل بان المسيح نـزل من السماء إلى الأرض بواسطة ولادة عذراوية. والقرآن يشير بأن ولادة المسيح كانت ولادة فريدة امتاز فيها عن جميع بني البشر وسائر الأنبياء والرسل بلا استثناء. ولو كان المسيح نبيا وإنسانا فقط، لوجب أن تكون ولادته ولادة تناسلية كولادة باقي البشر من أب. لكن المسيح لم يحتج إلى أب بشري كي يولد في هذا العالم. ولأنه صنع هذا العالم استطاع هو نفسه أن يأتي إلى عالمنا بدون عامل الأب البشري (سورة مريم 16-34). وعلماء الإسلام يجمعون على عصمة المسيح دون سواه. فقال البخاري مقتبسا نبي الإسلام: "كل ابن (يتبع)

14وكمَا رفعَ موسَى الحيةَ في البريةِ، هكذَا ينبغي أن يُرفَعَ ابنُ الإنسانِ. 15لكي لا يهلكَ كلُّ من يؤمنُ بهِ بل تكون لهُ الحياةُ الأبديةُ. 16لأنهُ هكذَا أحبَّ اللهُ العالمَ حتى بذلَ ابنَهُ الوحيدَ لكي لا يهلكَ كلُّ من يؤمنُ بهِ بل تكونَ لهُ الحياةُ الأبديةُ. 17لأنهُ لم يرسل اللهُ ابنَهُ إلى العالمِ ليدينَ العالمَ بل ليَخْلُصَ بهِ العالمُ. 18الذي يؤمنُ بهِ لا يُدانُ والذي لا يؤمنُ قد دينَ لأنهُ لم يؤمنْ باسمِ ابنِ اللهِ الوحيدِ. 19وهذِهِ هيَ الدينونةُ إن النورَ قد جاءَ إلى العالمِ وأحبَّ الناسُ الظلمةَ أكثرَ من النورِ لأنَّ أعمالهم كانت شريرةً.

--------------------------

(13:3 تكملة) آدم يطعنه الشيطان في جنبه بإصبعه حين يولد. غير عيسى ابن مريم. ذهب ليطعنه فطعن الحجاب." فلماذا إذاً أعطى الإسلام هذا الاستثناء الفريد للمسيح في عامل الولادة لو لم يكن المولود هو الإله الحي القيوم الذي نـزل إلى عالمنا هذا بمحض إرادته وبدون حاجة إلى عامل الأب البشري التناسلي؟ الجواب سهل وواضح ومنطقي: لا يليق بالله أن يولد ولادة تناسلية كباقي بني البشر إذ يقول النبي داود عن مثل تلك الولادة: "بالإثم صُوِّرت وبالخطية حبلت بي أمي." فولادة تناسلية كهذه لا تليق بالإله الحي القيوم. ولذلك أشار علماء الإسلام أنه قدر على أن يمنع الشيطان من طعنه عند ولادته. ولأنه هو وحده الإله استطاع أن يقول إنه نـزل من السماء في الوقت الذي كان لا يزال فيه في السماء. الله وحده يستطيع أن يتميز بهذا التمييز.

--------------------------

(16:3) لن تجد من بين أديان العالم كلها ديانة محبة كالرسالة التي قدمها المسيح لبني البشر. ولن تجد كتاب ديانة ترددت فيها كلمة "محبة" و “محبة الله” و “الله محبة" كما ترددت في الكتاب المقدس وخاصة في إنجيل المسيح. ودارسو الأديان المختلفة يعتبرون هذه الظاهرة بكل جد واعتبار وعجب. ولكن هذا العجب يتبدد عندما يفهمون من هو المسيح والقصد من وراء مجيئه الى هذه البسيطة. فأديان العالم تعترف أن الإنسان سقط في الخطية فحكمت عليه عدالة الله بالهلاك الأبدي في جهنم النار. فالإنسان قد برهن انه عاجز كل العجز تحت حمل الخطية المضني وانه لا يملك أي إمكانية للخلاص من قيودها وقصاصها. فالأعمال الحسنة وحفنة نقود لا تستطيع أن ترشو الله وتلغي متطلبات عدالته، هنا نجد أن الله لم يشأ أن يقف وقفة المتفرج بل تدخل بكل ثقل سلطانه لكي يظهر محبته الفائقة وإرادته الصالحة لخلاص الإنسان. لذلك أظهر الله محبته لنا إذ أرسل ابنه الوحيد لكي يتحمل عقاب الخطية مع انه لم يفعل خطية ولم يكن في فمه غش. لذلك جاء في القرآن: "إني متوفّيك ورافعك إليَّ" (آل عمران 55). أي أن الله سبب موت المسيح بحسب خطة أزلية لخلاص بني البشر. وبموته على الصليب التقت الرحمة مع العدالة. فكسر بصليبه شوكة الخطية وحطم قيودها إذ استطاع أن يفي متطلبات العدالة الإلهية. فالعمل الذي أكمله الرب يسوع تطلب تضحية عظيمة دافعها محبة فائقة لا يستطيع الإنسان أن يستوعبها كامل الاستيعاب. فمحبة الله أمر لا يستطيع أن يعبر عنه إلا الله وحده. لذلك أرسل ابنه لكي يظهرها لنا عمليا كي نفهمها ونفهم قصد الله: لذلك لا تجد محبة الله خارج إنجيل الرب يسوع المسيح فليتك تقبله مخلصا شخصيا لحياتك.

20لأن كلَّ من يعملَ السيّآتِ يبغضُ النورَ ولا يأتي إلى النورِ لئلاّ تُوبَّخَ أعمالهُ. 21وأمَّا من يفعلُ الحقَّ فيقبلُ إلى النورِ لكي تظهرَ أعمالهُ أنها باللهِ معمولةٌ.

22وبعدَ هذَا جاءَ يسوعُ وتلاميذُهُ إلى أرضِ اليهوديةِ ومكثَ معهُم هناكَ وكانَ يعمِّدُ. 23وكانَ يوحنَّا أيضاً يعمِّدُ في عينِ نون بقربِ ساليمَ لأنهُ كانَ هناكَ مياهٌ كثيرةٌ وكانُوا يأتونَ ويعتمدونَ. 24لأنهُ لم يكنْ يوحنَّا قد أُلقيَ بعدُ في السجنِ.

25وحدثتْ مباحثةٌ من تلاميذِ يوحنَّا مع يهودٍ من جهةِ التطهيرِ. 26فجاءُوا إلى يوحنَّا وقالُوا لهُ يا مُعلِّمُ هوذَا الذي كانَ معكَ في عبرِ الأردنِّ الذي أنتَ قد شهدْتَ لهُ هوَ يعمدُ والجميعُ يأتونَ إليهِ. 27أجابَ يوحنَّا وقالَ لا يقدرُ إنسانٌ أن يأخذَ شيئاً إن لم يكنْ قد أُعطيَ من السماءِ. 28أنتم أنفسُكم تشهدونَ لي أني قلتُ لستُ أنا المسيحَ بل إني مرسلٌ أمامهُ. 29من لهُ العروسُ فهوَ العريسُ. وأما صديقُ العريسِ الذي يقفُ ويسمعُهُ فيفرح فرحاً من أجلِ صوتِ العريسِ. إذاً فرحي هذا قد كَمَلَ. 30ينبغي أنَّ ذلكَ يزيدُ وأني أنا أنقصُ. 31الذي يأتي من فوقُ هو فوقَ الجميعِ. والذي من الأرضِ هو أرضيٌّ ومن الأرضِ يتكلَّمُ. الذي يأتي من السماءِ هو فوقَ الجميعِ. 32وما رآهُ وسمعهُ بهِ يشهدُ وشهادتُهُ ليسَ أحدٌ يقبلُهَا. 33ومن قبلَ شهادتَهُ فقد ختمَ أن اللهَ صادقٌ. 34لأن الذي أرسلهُ اللهُ يتكلمُ بكلامِ اللهِ. لأنهُ ليسَ بكيلٍ يعطي اللهُ الروحَ. 35الآبُ يحبُّ الابنَ وقد دفعَ كلَّ شيءٍ في يدِهِ.

-------------------------

(31:3) يعطي القرآن تثبيتا لوجاهة الرب يسوع المسيح إذ يقول عنه "وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين” (آل عمران 45). قال الكشاف في تفسيره للآية: "الوجاهة في الدنيا النبوة والتقدم على الناس، وفي الآخرة الشفاعة وعلو الدرجة في الجنة." وتابع الرازي ليخبرنا أن الأنبياء يمكن أن يُحسبوا وجهاء ولكن ليس كل وجيه مقربا، إذ أن أهل الجنة على درجات ومنازل. ولكن لم يصل أحد من الأنبياء إلى منـزلة السيد المسيح أو ينل امتيازه لأنه هو وحده فوق الجميع ومن هو الذي فوق الجميع إلا العلي الإله الحي القيوم ذو الكمال والعصمة!

--------------------------

(34:3) يتهم البعض بأن المسيحيين قد أعطوا المسيح صفة الالوهية وألهوه، وفي دراسة الإنجيل تجد ان المسيح نفسه اعلن مرارا كثيرة بأنه مساويا لله. وما كانت كل تلك الخوارق والعجائب التي صنعها والتي لم يصنعها احد غيره، إلاّ سندا لا يدحض لصحة تصريحاته.

36الذي يؤمنُ بالابنِ لهُ حياةٌ أبديةٌ. والذي لا يؤمنُ بالابنِ لن يرى حياةً بل يمكثُ عليهِ غضبُ اللهِ. 

لمزيد من الفائدة والإضطلاع على موضوعات مشابهة، الرجاء زيارة موقع النور.
  • عدد الزيارات: 2070