Skip to main content

الكتاب المقدس

ماذا يقول الكتاب المقدس عن نفسه؟

إنه يؤكد بلا أدنى مواربة أنه وحي الله 2 تيموثاوس 3 : 16 والكلمة وحي The?pneustos في اليونانية، اللغة التي بها كتب العهد الجديد، تعنى ذات أنفاس الله. فكما نفخ الله قديما في آدم، فصار آدم نفساً حية تكوين 2 : 7 ، هكذا لأن الكتاب المقدس هو ذات نسمات الله، فهو كتاب حي كقول المسيح الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة يوحنا 6 : 63 ، وكقول استفانوس عن موسى إنه :

قبل من الله أقوالاً حية ليعطينا إياها أعمال 7 : 38 .

والذين قاموا بكتابة أسفار الكتاب المقدس هم أناس الله القديسون، كتبوه وهم مسوقون من الروح القدس

2 بطرس1 : 21 .

فكان ما كتبوه ليس هو كلامهم متضمنا أفكار الله، بل هو ذات كلمة الله

لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين عبرانيين 4 : 12 .

تؤكد أسفار الكتاب مرات بلا حصر أنها ذات أقوال الله. ففي أسفار موسى الخمسة يرد ما يفيد أن هذا هو كلام الرب إلى موسى، حوالي خمسمائة مرة. وفي كتب الأنبياء نحو 12 ألف إشارة أن أقوال الأنبياء هي كلام الرب نفسه.

وفي العهد الجديد، نجد في الأناجيل المقام السامي الذي أعطاه المسيح، طوال فترة وجوده هنا على الأرض، لأسفار الوحي. لقد قرر بكل وضوح أنه لا يمكن أن يُنقض المكتوب يوحنا 10 : 35 . وفي موعظة الجبل الشهيرة قال

الحق أقول لكم، إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس متى 5 : 18 . وفي قصة الغنى ولعازر أوضح أن من لا يؤمن بما تقوله أسفار العهد القديم لن تنفع معه أعظم المعجزات، ولا حتى إن قام واحد من الأموات لوقا 16 : 29 ـ 31 .

وعلى ذات الدرب سار من بعده الرسل الملهمون فاقتبسوا من أسفار العهد القديم بكل الهيبة والاحترام، واعتبروها مع أسفار العهد الجديد ذات أقوال الله 2بطرس 3 : 2, 15, 16

ضرورة وأهمية الوحي

بعد دخول الخطية إلى العالم بسقوط آدم، أصبح الإنسان في حاجة شديدة لإعلان يقدمه الله للإنسان، يقوده الله به لمعرفة ذاته ومعرفة طريق الخلاص. وهو ما عمله الله مع البشر فعلاً منذ البداية تكوين 4 : 4، عبرانيين 11 : 4 . وبدأت الشهادة الشفهية من تاريخ البشرية الباكر تكوين 4 : 26 . والله دعم تلك الشهادة الشفهية بأعمار الآباء الطويلة تكوين 5 . لكن لما تسربت الوثنية للبشر من جهة، ولما قصرت أيام الإنسان من الجهة الأخرى، أصبحت الحاجة ماسة إلى ما هو أكثر من الشهادة الشفهية. أصبحت الحاجة ماسة إلى فكر الله مكتوباً في كتاب.

ولقد كان موسى هو الإناء المستخدم من الله لإعلان قصر عمر الإنسان مزمور 90 : 10 وكان هو نفسه الإناء المستخدم لكتابة الأسفار الأولى للكتاب المقدس. ثم أخذ هذا الكتاب ينمو جيلاً بعد جيل حتى اكتمل بآخر أسفار العهد الجديد، سفر الرؤيا.

والواقع نحن لا يمكننا أن نتصور أن يترك الله البشرية تتخبط في دياجير الظلام والجهل قروناً وعصوراً دون أن يعطيهم إعلاناً عن نفسه، يمكنهم بواسطته أن يتحكموا للخلاص أعمال 14 : 17 2تيموثاوس 3 : 15 .

وشكراً لله، الذي أعطانا كتابه، الكتاب المقدس الذي يحتوى على قسمين : العهد القديم، وكتب أصلاً باللغة العبرية، وهو يتكون من 39 سفراً، والعهد الجديد، وكتب أصلاً باليونانية، وهو يتكون من 27 سفراً.

هذا هو كتاب الله الذي قال عنه الرئيس أبراهام لنكولن، محرر العبيد : إنه أسمى ما منحه الله للبشر. نعم أيوجد امتياز أعظم من أن تكون لدينا أخبار آتية مباشرة من الله نفسه !

فإذا كان الله قد أعطى البشر منذ القديم هذا الكتاب المقدس ـ وما كان يمكن إلا أن يكون كذلك ـ فهل كان ممكنا أن تقوى أيادي البشر الآثمة على يد الله القادرة حتى تعبث بهذا الكتاب وتغيٌر من محتوياته، أم أن الله استطاع عبر كل الأجيال أن يحافظ على كلمته التي أعطاها للإنسان، من التزوير والتلف والضياع؟! 

لمزيد من الفائدة والإضطلاع على موضوعات مشابهة، الرجاء زيارة موقع النور.
  • عدد الزيارات: 3018