Skip to main content

دليل

ما هي ميزة المسيحية عن غيرها؟

إلى الصديق العزيز

وصلتنا رسالتك التي أجبتُ فيها في ضوء القرآن، عن أسئلتنا السابق إرسالها لك ومع احترامنا الكامل لرأيك، يسرنا أن نرسل لك فيما يلي ملخصاً لما تتميز به المسيحية.

ربما لا يوجد مفهوم أبعد عن الصواب من إطلاق وصف "الدين" بمفهومه الشائع على المسيحية، فالأديان تقوم على الشرائع والأحكام والمبادئ التي يتوجب على الإنسان اتّباعها حتى يحظى بالقبول والرضى لدى الله، أما المسيحية، فهي أسلوب حياة قائم على علاقة شخصية مع الله من خلال المسيح نفسه.

أهمية المسيح في المسيحية:

يمكننا أن نتصور أي دين بدون النبي الذي دعا إليه، ويمكننا أيضاً تصوّر استبدال هذا النبي بأي نبي آخر دون أن يحدث ذلك أي فرق. أما المسيحية، فهي المسيح، ولا توجد مسيحية بدون المسيح. فهي تقوم على شخصه وهويته وطبيعته وعمله، لهذا يجسد المسيح نفسه إيماننا، فهو موضوع الإيمان ومحوره، وهدفه، يقول السيد المسيح: "أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي"(يوحنا 14: 6). لم يجرؤ أحد غيره، وما كان من الممكن أن يجرؤ، على إطلاق مثل هذا التصريح عن نفسه. قد تتطور العقائد الدينية وتتسع وتتكيف، وقد تتغير مبادئها وأحكامها حسب المتغيرات، لأن المُثُل والمبادئ والأحكام نسبية. أما إذا تجسد الحق في شخص غير متغير، فلا مجال للنسبية. تقول كلمة الله "يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد "(عبرانيين 13: 8).

تفوق المسيح :

نبي المسيحية أعظم الأنبياء والرسل، فهو أعلى منـزلة من كل البشر، هو ابن الله نفسه "فقال الجميع أفأنت ابن الله، فقال لهم أنتم تقولون أني أنا هو، فقالوا ما حاجتنا بعد إلى شهادة لأننا نحن سمعنا من فمه"(لوقا 22: 7-71). وهو كلمة الله "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله"(يوحنا 1: 1). وهو الله الظاهر في الجسد "وبالإجماع عظيم هو سرّ التقوى الله ظهر في الجسد"(1تيموثاوس 3: 16). وتحدث يوحنا المعمدان عن أصله السماوي فقال "الذي أتى من فوق هو فوق الجميع "(يوحنا 3: 31).

تميّز المسيح بالقداسة:

ويتميز مسيح المسيحية عن كل من عداه بقداسته، فهو القدوس الخالي من الخطية (لوقا 1: 35) وقد تحدى كل من عرفه حتى أعداءه بقوله "من منكم يبكتني على خطية؟"(يوحنا 8: 46). وهذه ثقة لم يتمتع بها أحد قبله أو بعده، وإن مشكلة المذاهب الأخرى أنها تفتقر إلى مثل أعلى أو نموذج يستحق الاحتذاء، فحتى الأنبياء والرسل الذين أوصلوا للناس وصايا الله وحثوهم على أتّباعها، قاموا أنفسهم بكسر هذه الوصايا، ومع أنهم أنبياء عِظام قياساً بنا، إلا أنه من الظلم لهم ومن غير المناسب مقارنتهم بالمسيح، فأين الثرى من الثريّا! يقول الكتاب المقدس "الجميع أخطئوا وأعوزهم مجد الله"(رومية 3: 23). فالمسيح لم يعلّم إلا ما سبق أن عمله وطبّقه، فلوقا يتحدث "عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به"(أعمال 1: 1).

نبي حي:

ونبي المسيحية حي، والمؤمنون بها لا يتبعون نبياً ميتاً، لقد سبق المسيح أنبياء، وتبعه أصحاب مذاهب ملئوا الدنيا صياحاً وصراخاً، لكن الموت أسكتهم واختصر حياتهم ووضع حداً لطموحاتهم. وكانت القبور في انتظارهم شاهدة على انتهاء دورهم، وقد أنتنت أجسادهم وزكمت رائحتها الأنوف، أما السيد المسيح فقد غلب الموتَ بقيامته من بين الأموات كما سبق أن تنبأ عنه الكتاب المقدس "لأنك لن تترك نفسي في الهاوية، لن تدع تقيك يرى فساداً"(مزمور 16: 10). وهو حي إلى الأبد، وما زال يعمل ويصنع المعجزات، وهو يحيا بروحه في قلوب المؤمنين به، يمدهم بقوة للحياة، وهو معهم دائماً يقول "وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر "(متى 28: 20).

سموّ التعاليم:

لا توجد أية تعاليم يمكن مقارنتها بتعاليم المسيحية، فسموها يتفق مع طبيعة نبيّها وإلهها، فهي تحضّ على مسامحة المسيء ومحبة الأعداء بلا قيد أو شرط يقول السيد المسيح "وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات"(متى 6: 43 - 45)، فهي لا تهدد ولا تتوعد، وليس فيها "حقد مقدس" أو "بغض في الله"، "الله محبة"(1يوحنا 1: 5).

وهو لا يأمر إلا بالخير ولا يعطي إلا الخير "كل عطية صالح وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبى الأنوار، الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران "(يعقوب 1: 17)، فالمسيحية التي تعرف بأنها "دين المحبة" تقدم أسمى صورة عن الله القدوس الصالح المحب، وتنفي عنه كل المفاهيم المشوهة المنفرة المخيفة.

يستطيع المؤمن أن يقترب إلى الله ويعرفه أكثر من خلال السيد المسيح، يقول "من رآني فقد رأى الآب... أنا في الآب والآب فيّ"(يوحنا 14: 9-10)، ويقول أيضاً "لو كنتم عرفتموني لعرفتم أبي"(يوحنا 14: 7)، لقد جاء الله إلينا في المسيح "والكلمة صار جسداً وحلّ بيننا"(يوحنا 1: 14)، وهكذا فإن الله لا يعود إلهاً متباعداً متخفياً، لكننا صرنا نعرفه كإله يحبنا، مستعد للتضحية بكل شيء من أجلنا "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية"(يوحنا 3: 16).

علاقة خاصة بالمؤمنين:

وعلاقة الله بالمؤمنين بالمسيح مميزة، فهي علاقة أبوة ومحبة، فالله هو الآب الحنون الذي يحب أولاده ويتعهدهم بالرعاية والحماية والاهتمام، ويقوم بتسديد حاجاتهم، وهم يبادلونه الحب ويقدمون له كل الإجلال والاحترام والتقديس. ومحبة الله ترفع من مستوى الناس فتجعلهم أولاداً له، لا مجرد عبيد لا كيان لهم ولا أهمية لوجودهم. علم يسوع تلاميذه أن يصلّوا قائلين "أبانا"ويقول يسوع نفسه لتلاميذه "لا أعود أسمّيكم عبيداً... لكنني سمّيتكم أحباء"(يوحنا 15: 15)، فلا عجب أن تخلوا المسيحية من الأحكام الشرعية والقوانين والأنظمة، فالقوانين والأحكام والعقوبات توضع من أجل العبيد والمجرمين، لا من أجل الأبناء وأفراد العائلة الواحدة.

احترام الإنسان:

وتحترم المسيحية الإنسان احتراماً مطلقاً بغض النظر عن تفصيلات خلفيته، لأن الله خلقه على صورته كشبهه، أي كائناً روحياً يتمتع بالحس الأخلاقي والأدبي (تكوين 1: 27)، فالمسيحية تساوي بين الجميع، فلا تفضّل شخصاً على آخر أو أمة على أخرى أو طبقة على غيرها، فهي مستعدة لتجاوز كل الحواجز والعدوات التي يخلقها البشر من أجل الوصول برسالتها العالمية إليهم، تقول كلمة الله "ليس يهودي ولا يوناني، ليس عبد ولا حر، ليس ذكراً ولا أنثى، لأنكم جميعاً واحد في المسيح يسوع"(غلاطية 3: 28). من هنا تحارب المسيحية العبودية وكل أنواع التمييز، وتنظر إلى المرأة كإنسان كامل لا تنقص شيئاً عن الرجل.

التعامل مع جذور المشكلة:

تتعامل المسيحية مع أساس مشكلة الإنسان المتمثلة في ميوله ورغباته وتترجم نفسها إلى أعماق وتصرفات شريرة. فالمشكلة تكمن في القلب والفكر حيث يتم تفريخ بذور الخطية والشر، فالخطية تتم فعلاً في القلب والفكر قبل أن تظهر عملاً وممارسة في حيز الوجود المرئي، ولهذا تعمد المسيحية إلى معالجة جذور الخطية في مكامنها ووضع صمام أمان هناك، يقول السيد المسيح "قد سمعتهم أنه قيل للقدماء: لا تقتل ومن قتل يكون مستوجباً الحكم"(متى 5: 21-22)، ويقول "قد سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تزْنِ وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه، فإن كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها وألقها عنك"(متى 5: 27-29) كما تقول كلمة الله "كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس"
(1يوحنا 3: 15)، فالغضب بذرة القتل، وهو معادل له، والاشتهاء بذرة الزنى وهو معادل له، فالغضب بمثابة القتل، والاشتهاء بمثابة الزنى، ويقتضيان نفس الحكم.

عون إلهي وخليقة جديدة:

ولأن الوصايا وحدها لا تغير أحداً ولا تبدل من طبيعته الأصلية الميّالة للخطية، فقد قدمت المسيحية حلاً خارجياً، فالإنسان يحتاج إلى قوة خارجة عن ذاته لتستبدل ضعفه قوةً وموته حياة، ونحن نتحدث هنا عن عمل روح الله في حياة كل شخص يخطو خطوة الإيمان بالمسيح، فروح الله القدوس يأتي ويسكنه ويعطيه طبيعة روحية جديدة متوافقة مع طبيعة الله، وينشيء فيه رغبات وأشواقاً مقدسة لإرضاء الله، وكلما زاد المؤمن استسلاماً لعمل روح الله داخله وطاعة له، ازداد نمواً ونضجاً ونجاحاً في السلوك حسب مرضاته. فيحب ما يحبه الله ويبغض ما يبغضه، وعلى الإنسان المؤمن أن يغذي هذه الطبيعة الجديدة ويقويها بما تحتاجه من طعام روحي لضمان فاعليتها، ويسمي الكتاب المقدس هذا الإنسان المؤمن خليقة جديدة، وهكذا فإن المسيحية تقدم للإنسان هوية جديدة وطبيعة جديدة، لا مجرد مساحيق أو جراحة تجميلية "إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً"(2كورنثوس 5: 17)، فالمسألة أكبر بكثير من مجرد الدعوة إلى تحسين الأخلاق أو إبراز المظاهر الأدبية التي يصطنعها الإنسان عبثاً ليكون مقبولاً لدى الله، فالميت يحتاج إلى عملية إحياء، إلى مساحيق تجمل وجهه، أما الخليقة الجديدة، فهي التي تنتج الأخلاق الصحيحة ذات البعدين الروحي والاجتماعي، ومن الجدير بالذكر أن تدهور الغرب الأخلاقي نتج عن تخليه من تطبيق مبادئ الحياة المسيحية.

النعمة ومجد الله:

والمسيحية دين النعمة لا دين الناموس، فهي تعتمد على دور الله وعمله وقوته في خلاص الإنسان، لا على ما يمكن أن يسهم به الإنسان في هذا المجال، لهذا فهي تعزو الفضل وتقدم المجد لله، لأن كل شيء به وله، تقول كلمة الله "لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان، وذلك ليس منكم، بل هو عطية الله، ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد"(أفسس 2: 8،9)، فالمؤمن لا يسعى إلى اكتساب أو صنع صلاح أو بر شخصي للوصول إلى درجة القبول لدى الله لكنه يضع كل خطاياه ودينونته على صليب المسيح، ويقبل بر المسيح الممنوح له مجاناً، فينال رضى الله،.وهذا ما لا يمكن أن يحققه بجهوده الشخصية. ليس المؤمن تحت عبودية نواميس ووصايا وشرائع لا فكاك له من طاعتها. ولكنه يسمح للمسيح الذي حرره من الناموس أن يعيش حياته المقدسة الفياضة من خلاله.

دين اليقين والإيمان:

والمسيحية دين اليقين. إذ تؤكد كلمة الله أن من يضع إيمانه وثقته في المسيح للخلاص، ينال الحياة الأبدية. تقول كلمة الله الأمينة "الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد"(يوحنا 3: 18)، وتقول أيضاً "من له الابن له الحياة، ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة"(1يوحنا 5: 12)، وتقول "المسيح فيكم رجاء المجد"(كولوسى 1: 27)، فالمؤمن على يقين بأنه لن يهلك، وأن له حياة أبدية بفضل ما عمله المسيح من أجله على الصليب، وهو لهذا لا يرتعد خوفاً من مصيره بعد الموت.

لأن كل شيء واضح منذ الآن، وأساس الدينونة واضح، ولن يفاجئه الله يوم الحساب بمقاييس أو أسس خفية سيحاسبه على أساسها. والرائع في الأمر أن الله يريدنا أن نختبر هذه الثقة وهذا السلام. تقول كلمة الله "لا خوف في المحبة، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج"(1يوحنا 4: 18)، ومادام المؤمن ابناً لله، فكيف يمكن أن يرسله إلى الجحيم؟ يقول السيد المسيح "فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولاًدكم عطايا جيدة، فكم بالحري أبوكم السماوي"(متى 7: 11)، وكم هو محزن أن يضع إنسان ثقته في عقيدة يظل يتبعها طوال عمره دون أن يدري على وجه اليقين مصيره بعد الموت! وطوبى لمن لا يخاف الموت وتتميز المسيحية بمطالبها البسيطة التي في متناول الجميع، وتتمثل في الإيمان بالسيد المسيح مخلصاً ورباً، وهذا يعنى الاعتماد عليه كمخلص من دينونة الله على أساس موته على الصليب، والحصول على الحياة الأبدية، وهذا الأمر في متناول الجميع كباراً وصغاراً، فقراء وأغنياء، فلاسفة وبسطاء فليست هناك طقوس وشروط وتحفظات.

كتاب المسيحية:

كما تتميز المسيحية بكتابها المقدس، كلمة الله الموحى بها، مصدر الإيمان الوحيد وركيزته ولا يؤمن المسيحيون بأي وحي إلهي ملزم للجميع خارج نطاق الكتاب المقدس، وهو كتاب كامل متكامل، منسجم ومتوافق مع نفسه، وهو يقدم للإنسان كل ما يحتاجه للحياة: "... الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك للخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع، كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح"
(2 كورنثوس 3: 15-17)، وهو يقدم صورة واضحة عن مقاصد الله للإنسان وكل خليقة لله، وعمل الله منذ الخليقة وعبر التاريخ لتحقيق هذه المقاصد، ونجد أن كل أعمال الله في التاريخ ومعاملاته مع الإنسان تتجه إلى افتداء الإنسان من عبوديته للخطايا، فمع أن الله يتمتع بكامل السيادة كرب، إلا أن أعماله وتدخلاته في حياة البشر ليست عشوائية أو فوضوية، فكلها تصب في الفداء.

موضوع الكتاب:

والمسيح هو موضوع الكتاب المقدس وبَطَلُهُ، يقول السيد المسيح "فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية، وهى التي تشهد لي "وذلك لأن هدف الله هو أن نعرف السيد المسيح معرفة شخصية ونجد حياتنا الأبدية فيه.

انتصار الكتاب:

لقد صمد الكتاب المقدس أمام كل أنواع التشكيك والتمحيص العلمي الدقيق، وبقي صخرة شماء أمام كل أعاصير النقد الحاقدة، وقد اضطر كل ناقد موضوعي جاد أن يحنى رأسه احتراماً له.

غِنى الكتاب:

وهو كتاب غني يقدم الجديد دائماً،ويمكنك قراءته للمرة الألف فتجد فيه جديداً، وتأخذ أسراره تنكشف أمام عينيك وتعينك في حاجتك، وهو بسيط في متناول الأطفال، وهو عميق متسع لا يستطيع أعظم العلماء الوصول إلى قعره، ويصور لنا الكتاب المقدس الإنسان إنساناً، فيحدثنا عن اختباراته اليومية وردود فعله، يقدمه لنا في كل حالاته، في قوته كما في ضعفه، في تقواه كما في فجوره، في إيمانه كما في شكه، في طموحه كما في خيبة أمله، وفى انتصاره كما في هزيمته، ولهذا نستطيع أن نتعلم من الكتاب المقدس ونستفيد من تجارب الذين سبقونا على درب الإيمان ومن معاملات الله معهم.

كتاب شجاع:

يقدم الكتاب المقدس الحق، لأنه حق، فإنه لا يخشى شيئاً أو أحداً، ولا يتردد في المواجهة، فالنور لا يخشى الظلمة، بل العكس هو الصحيح، لذلك لا تضع المجتمعات التي تؤمن بالكتاب المقدس حظراً أو حجراً على العقائد المخالفة أو المضادة، فهو قادر على الصمود والدفاع عن نفسه.

دين الهداية:

كما تتميز المسيحية بأنها دين الهداية، إذ لا يتم الإيمان بمجرد الاقتناع بصحة الحقائق التي يتحدث عنها الكتاب المقدس، فلابد أن يكون هناك تدخل إلهي في حياة الفرد فيجذبه إلى شخص المسيح، ويعطيه بصيرة لفهم كلمة الله ويشرح قلبه لقبولها، وهذا هو عمل روح الله، لهذا لا يمكن إقناع أحد أن يصبح مسيحياً لأنه لا يمكن لأحد مهما كان علمه وإطلاعه وذكاؤه أن يحدث في قلبه إيماناً، وغني عن القول أنه لا قيمة لإيمان شخص يُكره على الإيمان أو يُشترى من أجل تغيير قناعاته الدينية، وإن هذا التضييق لمفهوم الإيمان المسيحي يُبعد من دائرته ملايين الأشخاص الذين يعتبرون المسيحية مجرد تراث أو ثقافة لهم.

خلاصة:

لقد عُرِفت المسيحية منذ أوائل عهدها باسم الطريق (أعمال 9: 2) لأنها هي وحدها الطريق إلى الله الواحد.

مع تحيات قاسم إبراهيم 

لمزيد من الفائدة والإضطلاع على موضوعات مشابهة، الرجاء زيارة موقع النور.
  • عدد الزيارات: 6232